ثلاثة من الأكاديميين يؤكدون حاجة الآثار في المحافظة لمزيد من الاهتمام

 

الدلم – محمد الحقباني:

ألقى الدكتور عبدالعزيز بن سعود الغزي رئيس قسم الآثار في كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود محاضرة عن آثار محافظة الخرج في مدينة الدلم في الملتقى الثقافي لمدينة الدلم.

بدأ المحاضرة بحديث عن قلة الأعمال الآثارية التي تمت في المحافظة مبيناً انها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفي بحق موقع أثري واحد من عشرات المواقع الآثارية المتناثرة في أرجاء المحافظة. كما بين انه لم تنفذ مشاريع علمية تبرز تاريخ المحافظة وضرب مثلاً بجهود بعض الرحالة الذين زاروا المحافظة ودونوا شيئاً عن آثارها ومع ذلك لم ينفذ عمل يجمع ما جاء في كتبهم وتقاريرهم ومقالاتهم.

بعد ذلك تطرق الدكتور إلى بعض المواقع الآثارية البارزة في الجزء الشمالي لمحافظة الخرج، وبدأ بالحديث عن موقع الرفائع، مبيناً أن الموقع قد أصبح مخططاً سكنياً علماً ان دراسات سابقة حللت منه عينات بواسطة كربون 14المشع أعطت تاريخاً يعود إلى ثمانية عشر ألف سنة قبل الوقت الحاضر. ثم انتقل بالحديث إلى موقع جبال الشديدة وتحدث عن وجود مقابر ركامية على تلك الجبال تعود في تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

ثم انتقل بالحديث إلى موقع جبل فرزان ومقابره وعيونه وقنوات مياهه مبيناً حجم الموقع وعدد المدافن الموجودة فيه وأنماطها ومادة عمارتها. ثم تحدث عن عين فرزان وقنوات المياه وبين طول مجرى القناة والجهد المبذول في حفرها ودلالاتها الاقتصادية، كما وضح انه يوجد مجموعة من الكسر الفخارية التي تثبت استخدام القناة قبل الإسلام واستمرارها في الاستخدام خلال الفترة الإسلامية.

وتحدث عن موقع البنه “الخضرمة” الواقعة إلى الشمال الشرقي من بلدة اليمامة الحالية مبيناً أهمية الموقع والعمل المنجز فيه وحجم ما تبقى من الموقع وتنوع المادة الآثارية الثابتة والمنقولة. ثم تحدث عن موقع حزم عقيلة الواقع إلى الشرق من موقع “البنه” وبين الخراب الذي طال الموقع وحجم الموقع ومادته الآثارية.

بعد ذلك انتقل بالحديث إلى الجزء الجنوبي من وادي الخرج مبيناً أهمية المواقع الأثرية في محيط عين الضلع، ووضح حجم موقع الرجوم الحجرية الواقع فوق هضبة القصيبة. ثم تحدث عن موقع الرغيب في مركز الدلم، تلاه بحديث عن موقع الرجوم الحجرية فوق عيون خفس دغرة في جبال الدام.

وبعد انتهاء المحاضرة بدأ نقاش لما جاء فيها من مواضيع وكان سعادة الفريق الدكتور ناصر العرفج أول المناقشين والمعلقين فاثنى على جهود الباحث في خدمة تاريخ وآثار محافظة الخرج، ثم تحدث عن الهجرات البشرية في وسط المملكة العربية السعودية إلى البلدان المجاورة وبين أهمية المواقع الأثرية وما يمكن أن تضيف في هذا الجانب.

كما تحدث الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون عضو هيئة التدريس في كلية العلوم – قسم الجيولوجيا – مبيناً الأسباب التي تقود إلى تكون العيون ثم بين باختصار التكوين الجيولوجي لمحافظة الخرج.

بعد ذلك علق الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود – ووكيل الكلية للشؤون الأكاديمية – مثنياً على جهود الباحث في سبيل خدمة آثار محافظة الخرج ومقترحاً بذل المزيد من الجهد والاهتمام بآثار محافظة الخرج من قبل السكان والباحثين في المحافظة والجهات المسؤولة، وبيّن انها من أثرى المحافظات في المملكة العربية السعودية في المواقع الأثرية ولا تزال مستودع المعلومات لتاريخ منطقة الرياض القديم لكونها باقية إلى حد ما، وشحذ الهمم بأن يشرع بعمل مشروع كبير لتوثيقها وتنقيبها وتسجيلها ونشرها والاستفادة منها في كتابة تاريخ منطقة الرياض القديم قبل أن تطولها المشاريع العمرانية والزراعية.

 

المصدر