عبدالعزيز بن ناصر البراك: يعد الأستاذ سعد بن عبدالرحمن الدريهم، من أوائل الخريجين الجامعيين، فقد عاد بعد تخرجه في جامعة الملك سعود قسم الجغرافيا إلى العمل في الخرج معلماً ثم مديراً لمتوسطة وثانوية الدلم فترة؛ كانت من أجمل الفترات حافلة بالنشاط والإبداع الإداري والنجاحات الطلابية في كثير من المجالات، فالأستاذ سعد يعتبر من الطراز الأول في التربية ورعاية الطلاب على اختلاف قدراتهم فهو قريب منهم لا يستقر له قرار في مكتبه بل ينتقل في المدرسة هنا وهناك.
وكانت المدرسة المتوسطة والثانوية الوحيدة آنذاك في الدلم فكان كثير من الطلاب يحضرون من أنحاء كثيرة في الدلم سواء مشياً على الأقدام أو نقلاً بالسيارات التي يهتم الأستاذ سعد بالتأكد من إحضارها للطلاب وهو مع ذلك يستثمر علاقاته مع الجامعة التي تخرج فيها حيث قام بإحضار أول طاولات للمختبر ووضعها تحت تصرف الطلاب ليقوموا بالتجارب العلمية عليها وهي تحوي جميع ما يحتاجه الطالب من تجهيزات ومواد كيميائية وغيرها، مسابقاً بذلك الزمن فالمدرسة في مبنى طيني مستأجر ولم يكن بها أي تجهيز من هذا النوع، وكان ذلك في عام 1394هـ، ولزرع الثقة لدى الطلاب بحيث تكون المدرسة مركز انطلاق في الحياة بدون قيود أو خوف، فقد فتح باب المدرسة على غير عادة المدارس آنذاك والتي تغلق منذ دخول الطلاب حتى خروجهم، أقول فتح باب المدرسة وأعلن ذلك للطلاب في الطابور الصباحي قائلاً إن باب المدرسة مفتوح للجميع للخروج والدخول ولكن أهم شيء هو حضور الحصص الدراسية بدون تأخر، فكان فرح الطلاب آنذاك بهذه الخطوة شيئاً جميلاً، كما أنه يولي الرحلات الطلابية اهتماماً مع التركيز على الرحلات العلمية لجامعة الملك سعود والتجوال في مدينة الرياض والتي تعتبر نقلة لطلاب لا يعرفون الجامعة إلا بالاسم, أما المسرح الطلابي فقد كان يزخر بالمسرحيات الهادفة والأعمال الإلقائية من كلمات وقصائد في قمة الإبداع، أما رعايته للطلاب وحرصه عليهم فلا يوصف، فقد رفض إعطاء طالب ملفه بعد المرحلة المتوسطة للتقديم على المعهد الملكي الفني وكان ذلك في عام 1395هـ ويريده أن يلتحق بالمرحلة الثانوية فكان له ما أراد حتى تخرج فيها ثم التحق بالجامعة حتى تخرج ذلك الطالب فيها وشارك في العطاء والبناء في وطنه، إنني لو بقيت أعدد مواقف هذا الرجل في مجال التعليم لما استطعت ولكنني أكتفي بهذه الإشارات حتى لا تطغى على نشاطاته الأخرى، ومن ذلك خدمة لوطنه في مجالات أخرى حيث انتقل بعد ذلك إلى الإدارة فقد رأس بلدية الدلم ثم مديراً لمصلحة المياه في محافظة الخرج حتى تقاعد وكان مثالاً للجد والنشاط، وبالإضافة لذلك رئيساً لنادي الشرق الرياضي بالدلم وكان يعطي للنادي من وقته وجهده وماله الشيء الكثير ومن ذلك ما ذكر: أنه كان ينتقل باللاعبين للمناطق التي تقام فيها المباريات في القصيم أو حائل أحياناً على سيارته الخاصة باذلاً وقته وجهده في خدمة هذا النادي الذي حصل على مراحل جيدة في كثير من نشاطاته.
أما العنصر الثاني الذي أشير إليه في العنوان فإن الأستاذ سعد الدريهم يعتبر أول من ألف كتاباً عن الخرج والذي يعد مرجعاً لجميع مدن محافظة الخرج وهو من سلسلة هذه بلادي التي أصدرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشكورة، والكتاب يعتبر من المراجع الفريدة لما اتسم به من سلاسة في المعلومات ودقة في التعبير وموثوقية علمية لاستناده على المراجع المعتبرة واستقرائه للواقع المعاش فجاءت المعلومات في هذا الكتاب شيقة والذي مضى على طبعته الأولى أكثر من (15) عاماً والقراء ينتظرون الطبعة الثانية التي هي بالتأكيد ستكون مزيدة بالمعلومات الجديدة بالإضافة إلى التطور في شتى المجالات التي طالت محافظة الخرج ضمن خطط التنمية الشاملة، والأستاذ سعد يتسم بعلاقات جميلة مع زملائه وطلابه الذين يزورونه في المناسبات وبين وقت وآخر فيستقبلهم ببشاشته المعهودة وبكرمه الفياض، كما أنه مشارك فعال في الملتقيات الثقافية في إلقاء الكلمات نيابة عن الأهالي في الاجتماعات التكريمية العامة وآخرها الحفل الذي أقيم في استقبال وتكريم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز قبل سنوات قلائل عندما عين محافظاً للخرج.
وأختم كلامي بالإشادة بجهود الأستاذ سعد الدريهم حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية وأخص بذلك حرصه واهتمامه بإرشاده كل من يطلب منه ذلك فيعطيه خلاصة أفكاره وتجاربه.
اضف تعليقا