«الديرة» الحي النابض والمركز الرئيسي بوسط الدلم
الشيخ ابن باز حوَّل جامع الدلم إلى جامعة يقصدها طلاب العلم من جميع الدول
«علية» أكبر هضبة في جبل اليمامة ومكمن اللصوص منذ العصر الجاهلي
حلقات أعدها : فهد عبدالله الموسى
نتجول بكم في حلقة اليوم بعدد من المواقع المنتشرة حول الدلم وهي المراكز التابعة للدلم نتعرف على أبرز معالمها الجغرافية ومسمياتها وما توارد عن تاريخها.
حي الديرة
وهو مركز الدلم وملتقى رجاله، كان في الماضي محاطاً بسور «حامي» له ثلاث دراويز «بوابات» من الجنوب وتقع قرب زاوية مبنى الإمارة الجنوبي الشرقي الحالي في موقع مدي آل جدوع والشرقية وتقع في زاوية مبنى مدرسة ابن عباس الجنوبية الشرقية، والغربية وتقع مقابل السور الشرقي لمبنى البلدية الحالي والتي لم تهدم إلا منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، وكان ارتفاعها يصل إلى 15م واتساع مدخلها حوالي 5 أمتار وارتفاع البوابة قرابة الأربعة أمتار، وكان على جانبي مدخل الدروازة حبوس «كراسي من الطين» يجلس عليها بعض الرجال للتحادث، كذلك يوجد في الديرة السوق الرئيسي أو كما يسمى «سوق المسحب» الذي تنشط الحركة التجارية فيه يومي الاثنين والخميس، وأحياناً بعد صلاة الجمعة.
وقد حدث فيه كثير من المعارك والمناوشات، والاحتفالات الشعبية، وتتم فيه المناقشات بين الأهالي لوجود قصر الإمارة فيه من الجهة الجنوبية، كذلك يوجد غربي جامع الدلم الكبير الذي يعد أقدم مسجد في الدلم إذ أنشئ في مكانه هذا في عام 1211ه، وقد زخر بالعديد من حلقات العلم والدروس من لدن القضاة الذين يعينون في الدلم أو من رجال العلم الذين يحتسبون الأجر في نشر العلم لطالبيه، وقد أصبح في فترة من الزمن كجامعة علمية إبان قضاء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء إذ اكتظ بطلاب العلم والوفود العلمية الرسمية الزائرة لسماحة الشيخ في الدلم وكان ذلك في الفترة من 1357ه 1371ه.
فيذكر معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين وهو أحد الطلاب آنذاك في دروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز «رحمة الله» حيث يقول:
ليالٍ قد مضت والشيخ فينا
يبث العلم ينهض بالحياة
فيرعى الدين والدنيا جميعاً
ويسعى جاهداً في المكرمات
ودور العلم تبنى شامخات
كما تبنى المساجد للصلاة
وأمر بالعرف فينا مستقيم
وهمُّ الشيخ محو المنكرات
ترى الطلاب جاؤا من بعيد
وأهل العلم يأتونا ثبات
فمن شام وبعض من حجاز
ومن يمن وأنواع الجهات
فلما أن زهت دلمٌ وتاهت
بثوب العز ترفل في ثبات
تغرق شملها من بعد جمع
ونقل الشيخ عنوان الشتات
أما الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الجاسر فقد صور تلك الفترة أبلغ تصوير عبر تلك الأبيات:
إني لأذكر في الرباط دراسة
ودراسة أخرى بذاك المسجد
والحلقة الكبرى لدى محرابه
عند ابن باز يالطيب المشهد
تتعاقب الحلقات ورد معينه
بحر العلوم وحجة المستشهد
قد كان جامع ديلم في وقته
أركان جامعة بذاك المسجد
طلابه من كل قطر قد أتوا
كالشام أو يمن كذا أو نجدّ
كم خرجت حلقاته من عالم
حمل الرسالة في القضاء أو مرشد
المشطب
جبل تحيط به التلال اشتهر هذا الموقع أنه من أماكن الجن وأنه قلما يبيت فيه أحد ليلاً إلا ويحس بما يتوقع أنه أصوات الجن. وقد ذكر الحمداني في صفة جزيرة العرب: أن من معازف الجن باليمامة أرض في رملة المغسل فكان مما قاله في هذا:
من هذه الأرض رمل المغسل والسميرية ويقال بالكليبين المشرفين على الخرج من معازف الجن المعروفة وعلى الرغم من ذكر الكثير لمعازف الجن إلا أنها الحقيقة صوت الرياح على حواف كثبان الرمال مما يصدر عنها صوت مثل العزيف.
رملة المغسل
سكة بين القف والرمل، وفي اللوى ماء يقال له السويدية في مدفع وادي المغسل، وهو واد يجري من قطمان ومن جوبان ومن الشعنة بسفل الجَّبابة جبانه الخرج.
والضاحي هو عبارة عن عروق رملية حيث يظهر بأشكال متنوعة من تلال رملية وسلاسل الكثبان طويلة وذات قمم حادة وضعيفة، وتفصل بينها بطون رملية واسعة مشتملة على عناصر من النوع المتعرض من أنماط الأراضي الرملية.
وهذه العروق هي من نتيجة النظام المؤلف من اتجاهين سائدين من الرياح، ويغلب على بعضها وخاصة ما يقع شرق الدلم مباشرة مشابهته بالجبال الرملية إذ تعلو قممها في أكثر الأحيان من 50 إلى 200 متر فوق الطبقة الأساسية بحيث ان من يقف عليها يشرف على الدّلم من شرقها إلى غربها حتى يرى قمم جبال طويق غرباً.
ورمال الضاحي منطقة رملية ناشئة في هذا المكان إذ يذكر بعض كبار السن أنه يوجد بقايا جذوع نخل وأثل في الضاحي مما يوحي أنه كان هنا مزارع فطمرتها الرمال.
كما يعتقد كذلك الباحث الأستاذ سعد الدريهم أنه كان يوجد بين الرملة وجبال الدلم حضارات قديمة كانت سائدة.
ومؤلف كتب بحار الرمال في المملكة العربية السعودية يقول:
تنتشر في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية بعض المساحات الرملية شاسعة المساحة على شكل أرصفة رملية أو عرابات تتخللها بعض الكثبان الهلالية المتحركة ومن هذه المناطق في نجد مناطق واسعة من الرمال جنوب الخرج باسم عرق الضاحي.
كما يوجد بين تلك العروق الرملية المرتفعة بعض النقرات «المكان المنخفض حتى الطبقة الأساسية» التي تكون رياضاً بالأعشاب بعد هطول الأمطار.
وتمتد عروق الضاحي جنوباً حتى خفس دغره ماراً بزميقة وتنتهي في المرداسية غرب خفس دغره حيث يقل ارتفاع تلك الرمال حتى تصبح بحاراً رملية ممتدة مكونة بعض الطعوس «والنقاء» مفردها «نقا».
المواقع الجغرافية
أبو ولد:
يقول ابن خميس أبو ولد: «بالفتح في الواو واللام فدال كالولد مما يولد، جبل بارز ذو رؤوس ومناكب يقع غرب بلد الدَّلم من الخرج يراه سالك طريق الجنوب يمنة إذا اتجه جنوباً وفيه كهوف ومعالم منها رأس بجانبه الشمالي كأنه احتضنه كما يحتضن الوالد ولده ولعله سمي بأبي ولد» انتهى.
وأبو ولد جبل منعزل وبجانبه جبيل صغير سمي الولد وفيه غار كبير يرتاده المتنزهون، وهو يقع على يمين الذاهب إلى علية مخترقاً حي آل سعيدان الغربي، وقد أقيم حوله مزارع كبيرة للقمح بطريقة الري بالرش المحوري، والجبل حالياً وسط تلك المزارع التي سميت باسمه فأطلق عليها مزارع أبو ولد.
وقد مر به أحد الشعراء فوصفه وصفاً دقيقاً بقصيدة نبطية منها:
يابو ولد ياللي على الخرج مشراف
ياللي مقيم ماتتوي بالشديدي
وهذا الشاعر عبدالعزيز العتي يقول في قصيدته ترسانة الجود إن أبا ولد من أجمل المواقع حيث قال:
سفر من العز والأمجاد والقيم
تزهى به صفحة الماضي عن الدلم
حبيت يا دلمي في خرجنا علماً
قد ارتدت حلة خضراء بالنعم
ثم يضيف في موقع آخر:
هذا أبو ولدٍ في غربها نطقت
أحجاره أنها من القمم
العلا أو علية:
أو العين – أو عين علية كما تسمى حالياً وقد أورد الشيخ عبدالله بن خميس طائفة من المعلومات القيمة عن العلية يجدر أن نسوقها هنا للفائدة يقول:
العليَّة والعلاة: «عليَّة كما تسمى حالياً»:
الأولى: بضم الأول وفتح الثاني وتحريك الياء بالفتح المشددة.. هي بالتصغير العليَّة.
والثانية بفتح العين بعدها لام ألف فتاء مربوطة.
أكبر هضبة في «جبل اليمامة» وأمنعها وأكثرها أودية، وأشدها ارتفاعاً اتخذها لصوص المنطقة منذ العهد الجاهلي معتصماً، وعولوا عليها ملجأ، ووجدوا في مغاراتها وفي مخابئها مستراحاً ومعقلاً. درجوا على هذا وتواطأوا عليه حتى زمن قريب قبل أن يضرب الأمن برواقه. وتستأصل شأفة البغي على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله «ولقد كان في عهد بني أمية كثير من اللصوص اتخذوها ملجأ لهم».ولقد كان «جحدر» لص اليمامة الكبير شغل «الحجاج» الشاغل في عهد بني أمية وكانت «علية» تجنه وتؤمنه من سطوة «الحجاج» رغم جبروته وكأنما هذه الهضبة تسخر من جند الحجاج وأعوانه، ولما أعجزتهم القوة لجأوا إلى الحيلة، فأغروا بعض اللصوص حينما قبضوا عليهم في غير «عليَّة» إن هم أتوا بجحدر من «عليَّة» لتأمنن معيشتهم مدى الحياة، فجاسوا خلالها لصوصاً التقوا بجحدر زملاء، ولما وجدوا منه غرة قيدوه وساقوه إلى الحجاج في قصة طويلة «ثم يضيف الشيخ بن خميس قائلاً» وهذا ما أشرت إليه في قصيدة لي عن «جبل اليمامة»:
إذ كنت لا تحني لحي قمة
وتُصرُ إلا أن ترى متطاولاً
ويؤمك الباغون إخوة جحدر
يجدون في تلك الهضاب معاقلاً
ثم يقول: هذه هي «علية» تكوين عظيم فارغ، ممتنع.. وهي وإن كانت داخل سلسلة «جبال طويق» إلا أنها مفصولة عنه من جهاتها الأربع بفجاج، تجعلها تتربع وحدها وتشرف على ما حولها متعالية متأبية ساحرة..
برقة
شرق المرقبية وهي أرض زراعية قديمة، بجوار مخينق، وهي محاذية لطريق الجنوب شرقا، وللوادي جنوبا، وهي المزرعة التي يوجد في زاويتها الغربية الشمالية «جسر» وادي الدلم، كان يوجد فيها بقايا بنيان طين.. يقول جرير:
آلو عليها يمينا لا تكلمنا
من غير سوء ولا من ريبة حلفوا
يا حبذا الخرج بين الدام والآدمي
فالرمث من برقة الروحان فالغرف
ألا يمكن أن تكون برقة الروحان التي أشار إليها جرير في عجز البيت هنا.. هي برقة هذه، إذ أن مخينق الذي كان يسمى في وقت ماض قريب «بالدكاكين» ثم يوجد جنوب الدكاكين هذه قصير الغضاء، وأراضي هذه المنطقة هي منابت الرمث والخزامى والعاذر والثمام والضعة.
مخينق
أراض زراعية تقع في جنوب الوادي، وهي جنوب شرق برقة، كانت تعتبر المكان البعيد جنوباً للدلم، يتحدث عنها كبار السن في المنطقة بأنها في الماضي كانت تعرف بالدكاكين لوجود غرف مبنية على هيئة دكاكين، ويذكر البعض منهم بأنهم أثناء زراعتها وحرثها «بالدركتورات» وجدوا أكياساً قد ملئت بالفصم ويزعمون بأن الأعداء قد استخدموا هذه الأكياس الممتلئة لغرض سد ودفن العيون والينابيع التي كانت توجد في هذا الموضع، وذلك لغرض التضييق على أهالي المنطقة وحصارهم، ويعللون اختيار نوى التمر لهذا الغرض لكونه إذا كان يابساً ثم وضع بهذه الهيئة في الماء فإنه يتشرب بالماء ويثقل وزنه ويكبر حجمه ومن ثم لا يمكن للماء الخارج من العين أن يلقيه بعيدا، وإذا عرفنا أن مخينق هذا يقع جنوب العذار وغرب زميقة، تبين لنا أنه لا يستبعد أن يكون هذا الموضع هو المكان الذي كانت توجد فيه عين فرجان التي ذكرها: ج لوريمر أثناء حديثه عن المنطقة عام 1323هـ 1905م، حيث ذكر أن هذه العين تقع غرب زميقة.
يقول حمد الجاسر: ومما تجب ملاحظته، أن طبيعة البلاد معرضة دائماً للتغيير، فقد تكون يوما ما ذات خصب وغزارة مياه، ثم تتغير حالها فتصبح جرداء جافة، ولهذا فليس غريباً أن نقرأ في المؤلفات القديمة عن وجود أنهار وعيون كثيرة في كثير من الأماكن، ثم لا نرى أثراً لذلك في عهدنا، فقد ذكر ابن الفقيه في مختصر البلدان في كلامه عن اليمامة: أنها ذات عيون كثيرة.
خشم الكلب
موضع معروف بين الأهالي بهذا الاسم يقع شمال شرق المرقبية، ويقع في زاوية من زوايا جبال طويق، وهو في الناحية الجنوبية الغربية من منطقة الدلم، يرى من بعد وكأنه رأس كلب لذلك فهو يسمى في كتب التاريخ والبلدان «برأس كلب» وهو الموضع الذي أقبل منه حسان بن تبع في جيش كثيف يريد مهاجمة بلاد «جديس» في جو الخضرمة «منطقة الخرج» بعد أن استعدته عليها طسم، فأبصرت زرقاء اليمامة هذا الجيش المقبل، يقول الأستاذ عبدالله بن خميس: إن الأصح أن زرقاء اليمامة رأت الجيش من جبل الدام في «الخرج» مما يلي «جوجان»، فأنذرت قومها جديسا وفي ذلك يقول الأعشى:
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها
حقا كما صدق الذئبي إذ سجعا
إذ قلبت مقلة ليست بكاذبة
إذ يرفع الآل «رأس الكلب» فارتفعا
قالت أرى رجلاً في كفه كتف
أو يخصف النعل، لهفي أية صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم
ذو آل حسان يزجى الموت والشرعا
فاستنزلوا أهل «جو» من منازلهم
وهدموا شامخ البنيان فاتضعا
وقد ذكره ياقوت الحموي فقال «رأس الكلب» جبل باليمامة، ويقال إنما هي قارات تسمى «رأس الكلب».
وقال البكري: رأس الكلب على لفظ الواحد من الكلاب جبل باليمامة، قال الأعشى: إذ نظرت.. البيت.
وقال الهمداني لما صار حسان بالجيش في رأس الكلب رأته اليمامة فأنذرت به وبينه وبينها ثلاث مراحل.
قال المسيب بن علي:
رأت فوق رأس الكلب شخصاً بكفه
على البعد كتف أو خصيفة لاحم
ولئن كان رأس الكلب، كما يسميه الأقدمون، أو خشم الكلب كما يسميه أهل المنطقة، قد اكتسب شهرة، وقد مر به حسان بن تبع بجيشه، فإنه في يومنا هذا ميهأ لأن يحظى بذكر أوسع وقدر أكبر، حيث يعتبر من المناطق التي وجد فيها البترول في المنطقة الوسطى، إذ يوجد فيه بئر الدلم رقم واحد.
المرقبية
هذا الموضع عبارة عن أرض زراعية منبسطة تقع جنوب خشم الكلب الموضع المعروف شرق الخبي ويتخللها طريق الدلم الخبي ماوان، وهذه المزارع تعتبر في أسفل جبل ماوان شرقا.. هذا الجبل الذي تحدث عنه أمرؤ القيس في قوله:
بمجفرة حرف كأن قتودها
على أبلق الكشحين ليس بمغرب
أقب رباع من حمير عماية
يمج لعاع البقل في كل مشرب
عظيم طويل مطمئن كأنه
بأسفل ذي ماوان سرحه مرقب
فما يعرف عند أهالي المنطقة قديما وحديثاً بالمرقبية ألا يكون هو ما يعنيه أمرؤ القيس بقوله: بأسفل ذي ماوان سرحه مرقب
الخبي
إحدى الهجر التي تتبع الدلم، الواقعة جنوب غرب، وتبعد عنه قرابة «30 كيلو متراً» وهي غرب الرغيب، يوجد فيها جامع ومدرسة ابتدائية للبنين أسست عام 1399هـ ويوجد فيها كذلك مدرسة ابتدائية للبنات، ويوجد فيها مركز للرعاية الصحية الأولية.
النظيم
هذا الموضع عبارة عن أرض صخرية، ذات منخفضات ومنحدرات صغيرة تتجمع فيها الأمطار والسيول وتبقى فترة طويلة، وحينما تكون على هذه الحالة تكون في أبهى وأحسن صورها، حيث الماء النظيف الرقراق تحويه البرك المتناثرة ذات الأشكال الهندسية العفوية الجميلة.. فتكون في هذه الفترة مقصداً للمتنزهين والباحثين عن الخلاء الجميل.
تقع غرب الخبي على الضفة اليسرى للوادي في «مدفع» الوادي حينما تنحدر سيوله من السوط وثيلان وشعاب ماوان.
وثيلان
منطقة ذات أودية و«شعاب» تقع جنوب ماوان، اجتمع الإمام تركي برؤساء البلدان فيها سنة 1248هـ بعد مقدمه من الأحساء، وألقى فيهم خطبة بليغة جامعة شافية حملهم فيها أمانة رعاية حقوق مواطنيهم، وكان مما قال لهم: «من ظلم أو تعدى على رعيته فليس أدبه عزله بل أجليه عن وطنه وأهله». ولما فرغ من خطبته قال لجموع المسلمين: «أنتم وداعة الله.. وفي أمانه.. وكل منكم يقصد بلده» فرحلت تلك الجموع وتوجه كل إلى وطنه.
ماوان
يقع جهة الجنوب الغربي للدلم، ويبعد عنه قرابة «50 كيلو مترا» وهو غرب الخبي، يتكون من مجموعة أودية وشعاب، توجد في شرقيه أبنية قديمة تسمى باسم قصور ابن زامل.
ويوجد فيه آبار قديمة مطوية بالحجارة تكاد تتلاشى وتضيع معالمها، يوجد في ماوان جامعان ومركز تابع لمحافظة الخرج، ومركز للرعاية الصحية الأولية، ومركز بريد ومدرسة ابتدائية للبنين أسست عام 1392هـ يوجد فيه كذلك مدرسة ابتدائية للبنات، وفي أقصى ماوان لجهة الغرب يوجد «غار تركي» وهو عبارة عن كهف في جبل استقر فيه الإمام تركي بن عبدالله فترة حينما كانت الحرب سجالا بينه وبين أعدائه، يقول الأستاذ عبدالله بن خميس: إن الإمام تركي بن عبدالله آل سعود التجأ إليه خوفا من بطش القائد التركي «عبوش أغا» حين نفوذه المتسلط على نجد.
ومما تشتهر به ماوان عند أهالي المنطقة أنه كان يوجد فيها إلى عهد قريب «1390 1398ه» ما يشبه النهر الصغير، مياهه تجري لمسافة كيلو متر، ثم تتلاشى في بطن الوادي، وقد نبتت على حافتي الوادي النباتات الكثيفة، وأكثرها نبات الحلفاء الذي كان يرتفع في الجو ما يقارب المتر، ولذلك فإن أهالي المنطقة كانوا كثيرا ما يتركون بعضهم من دوابهم سائمة فيه، وكان أكثرها البقر الذي يتوالد ويتكاثر فيه، كما كانت الحمير فيه بكثرة، ولا غرو فالماء موجود والحشائش متوافرة.
اضف تعليقا